
الأئمة الأوروبيون في إسرائيل.. لقاءات “سلام” تُثير الجدل وتُعمّق التساؤلات!
هبة بريس-الشاهد صابر صحفي متدرب.
في مشهد يُثير الدهشة والاستغراب، بل ويطرح علامات استفهام كُبرى، استقبل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في القدس وفوداً من أئمة وشخصيات دينية بارزة من أوروبا! فهل حقاً هذا هو مفهوم “السلام” في هذه الأوقات العصيبة؟ هل يمكن لجمع الأئمة في إسرائيل أن يُبنى عليه سلام حقيقي؟
لقد قاد هذا الوفد الإمام الفرنسي المعروف، حسن شلغومي، الذي أثار جدلاً واسعاً بإدانته لهجوم حماس ومعاداته للسامية. فهل صار الطريق إلى “السلام” يمر عبر مواقف كهذه؟ وما طبيعة السلام الذي يُبشر به هؤلاء، والذي يستدعي مثل هذه الزيارات في ظل الدماء التي لا تزال تُسفَك؟
الرئيس هرتسوغ وصف الزيارة بأنها “شجاعة” في ظل التوترات، وأكد أن “الجميع أبناء إبراهيم، ويواجهون قوى تحاول عرقلة التقدم”. لكن أين هذا “التقدم” الذي يتحدثون عنه؟ وأين هي “الشجاعة” الحقيقية في زيارة تُلقي بظلالها على معاناة شعب بأكمله؟ هل السلام يتحقق بلقاءات بروتوكولية، بينما الواقع على الأرض يصرخ بالألم والظلم؟
ضم الوفد أئمة وقادة دينيين من فرنسا، بلجيكا، هولندا، المملكة المتحدة، وإيطاليا، تحت مظلة “الشبكة الأوروبية للقيادة” (ELNET)، وهي منظمة تدعي تعزيز العلاقات. ولكن هل تعزيز العلاقات يمر عبر تجاهل الحقائق على الأرض؟ وهل يمكن الحديث عن “تعايش سلمي” و”فهم متبادل” بينما تُقمع الأصوات وتُصادر الحقوق؟
إن هذه الزيارة، التي يُقال إنها تسعى لـ “فتح قنوات حوار” وتعزيز “إمكانية التعايش السلمي”، تبدو في سياقها الحالي كأنها انفصال عن الواقع المؤلم. هل السلام هو مجرد لقاءات تجميلية، أم أنه عدالة وحرية وكرامة تُنتزع من براثن الاحتلال والظلم؟ إنها أسئلة تبقى معلقة، تزيد من حيرتنا ودهشتنا، وتُبقي “السلام” المنشود بعيد المنال ما دام يكتفي باللقاءات دون الالتفات إلى جوهر الصراع.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X