الجزائر تسجن صحافياً فرنسياً 7 سنوات بتهة مفبركة “تمجيد الإرهاب”

هبة بريس

في خطوة تعكس تصعيداً جديداً من النظام الجزائري ضد حرية الصحافة، قضت محكمة جزائرية، يوم أمس الأحد، بالسجن سبع سنوات على الصحافي الفرنسي كريستوف غليز، ب تهم وُصفت بأنها مفبركة ولا تستند إلى أي أساس قانوني، أبرزها “تمجيد الإرهاب”، وفق ما أعلنت منظمة مراسلون بلا حدود.

13 شهراً من المراقبة القضائية

الحكم يأتي بعد 13 شهراً من المراقبة القضائية التعسفية التي فُرضت على الصحافي.

وأعلنت المنظمة أن غليز سيستأنف الحكم اليوم الإثنين، بينما أدانت منظمات حقوقية ومؤسسات إعلامية العقوبة، معتبرة أنها تمثل انتهاكاً صارخاً للعدالة ومحاولة واضحة لإسكات الأصوات الحرة والتغطيات المستقلة.

الصحافي كريستوف غليز، المتخصص في الشأن الرياضي، أُدين بتهم وُصفت بأنها مسيسة، في مقدمتها “تمجيد الإرهاب”، وهي ذريعة كثيراً ما تستخدمها السلطات الجزائرية لقمع المعارضين والصحافيين المستقلين، بحسب ما يرى حقوقيون.

وقال تيبو بروتين، المدير العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، إن “هذا الحكم الجائر يكشف بوضوح كيف أصبحت العدالة في الجزائر أداة سياسية، حيث ضيّع القضاء فرصة نادرة لإثبات استقلاله عن السلطة التنفيذية”.

التضييق على الصحافة الأجنبية داخل الجزائر

وتُظهر القضية بوضوح حجم التضييق على الصحافة الأجنبية داخل الجزائر، حيث تعرّض غليز للاعتقال في 28 ماي 2024 بمدينة تيزي وزو، بعد دخوله البلاد بتأشيرة سياحية بهدف إعداد تقرير عن نادي شبيبة القبائل.

ومنذ ذلك الحين وُضع تحت رقابة قضائية قاسية، وواجه تهماً تتعلق بحيازة مواد دعائية و”المساس بالمصلحة الوطنية”، وهي تهم تستخدمها السلطات لقمع أي نشاط صحافي لا ينسجم مع روايتها الرسمية.

منظمة مراسلون بلا حدود كشفت أن السلطات الجزائرية استندت في اتهاماتها إلى تواصل سابق بين الصحافي ورئيس نادي تيزي وزو، الذي كان في وقت من الأوقات عضواً في حركة تقرير مصير منطقة القبائل (ماك)، وهي حركة صنّفتها الحكومة الجزائرية “إرهابية” عام 2021، رغم أن هذه الاتصالات تمت قبل ذلك التصنيف بسنوات، وفي سياق صحافي بحت.

انتهاك فاضح لمبادئ العدالة

وأكدت المنظمة أن كريستوف غليز لم يُخفِ أبداً طبيعة عمله ولا جهوده لإعداد مادة صحافية حول النادي، ما يجعل محاكمته جزءاً من حملة أوسع تستهدف كل من يسلّط الضوء على قضايا مهمة داخل الجزائر تزعج سلطات نظام العسكر.

من جهته، دعا فرانك أنيس، مؤسس مجموعة “سو بريس”، إلى تعبئة سياسية ودبلوماسية فورية للإفراج عن غليز، معتبراً أن ما جرى يمثل انتهاكاً فاضحاً لمبادئ العدالة، قائلاً: “يجب فعل كل ما هو ممكن لوقف هذا الظلم وتمكين كريستوف من العودة إلى حياته وعمله”.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى