الدكتور محمد أونايا يفكك الصور النمطية لتاريخ الريف في أعماله الجديدة

فكري ولدعلي هبة بريس

يتواصل العطاء الأكاديمي للدكتور محمد أونايا، الباحث المغربي المتخصص في تاريخ منطقة الريف، من خلال مشروعه البحثي الرائد الذي يهدف إلى “تحرير الذاكرة الريفية”. يرتكز هذا المشروع على دراسات معمقة للوثائق الأرشيفية وقراءات سوسيولوجية متعددة الأبعاد، ساعيًا إلى تفكيك الصور النمطية المغلوطة التي التصقت بتاريخ المنطقة وسكانها.

إسهامات بارزة في إعادة كتابة التاريخ

تجلت جهود الدكتور أونايا في مجموعة من الأعمال القيمة، يأتي في مقدمتها كتاباه البارزان: “عبد الكريم الخطابي وأسطورة الانفصالية”، الذي يسلط الضوء على سيرة القائد الريفي وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول حركته الوطنية.

ويأتي عمله الأخير، “إيبقوين وقضية القرصنة البحرية: بين الحقيقة والافتراء”، ليعزز هذا النهج التصحيحي. هذا الكتاب، الذي يعود في الأصل إلى أطروحة دكتوراه نوقشت عام 1994، يقدم قراءة نقدية للروايات الكولونيالية التي وصمت القبائل الساحلية، وعلى رأسها قبيلة إيبقوين، بـ”القرصنة”. يتجاوز أونايا هذه الأحكام المسبقة ليقدم تحليلًا سوسيولوجيًا وتاريخيًا عميقًا، يبرز من خلاله الأدوار الاجتماعية والاقتصادية الحقيقية لهذه القبائل، مؤكدًا أن تفاعلاتهم مع البحر كانت في جوهرها دفاعًا عن مصالحهم الحيوية وليس فعلًا من أعمال الفوضى أو الإجرام.

منهجية علمية لاستعادة السردية المحلية

يعتمد الدكتور أونايا في أبحاثه على منهجية علمية دقيقة تجمع بين التحليل التاريخي والاجتماعي، بهدف تفكيك خطاب الهيمنة الاستعمارية الذي سعى إلى تشويه صورة المجتمع الريفي. يسعى هذا النهج إلى استعادة الذاكرة المحلية وجعلها مصدرًا أساسيًا للمعرفة، بما يسهم في بناء فهم أكثر دقة وإنصافًا لتاريخ المنطقة.

يُعد الدكتور أونايا، بفضل التزامه بالبحث العلمي الرصين ومنهجه التصحيحي، أحد أبرز الباحثين المغاربة الذين يعملون على إضاءة جوانب مهمة من تاريخ الريف، واستعادة سرديته الأصيلة التي طالما غيبتها أو شوّهتها الروايات الكولونيالية.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى