
المحمدية تستغيث.. مدينة تتراجع سنة بعد أخرى و رئيس الجماعة في عداد المفقودين
هبة بريس ـ الدار البيضاء
تعيش مدينة المحمدية على وقع تدهور متواصل في بنيتها التحتية وفضاءاتها العمومية، وسط استياء عارم من ساكنتها التي تشعر بخذلان متزايد من طرف المنتخبين المحليين.
المدينة التي كانت تعرف سابقا بـ”مدينة الزهور”، باتت اليوم عنوانا للفوضى والتسيير العشوائي، حيث اختلطت أوراق التنمية باللامبالاة، وضاعت معها آمال ساكنة تراهن على التغيير منذ سنوات.
الحدائق العمومية التي كانت متنفسا للعائلات تحولت إلى فضاءات مهجورة تفتقد لأبسط شروط الجمالية والصيانة، فيما أصبحت الشواطئ التي من المفترض أن تكون نقاط جذب سياحي موسمية، مرتعا للنفايات والأوساخ دون حسيب أو رقيب، أما المشاريع التنموية، فإن أغلبها متوقف أو لم يكتب له الانطلاق أصلا، بسبب غياب الرؤية والتتبع.
في قلب هذا المشهد القاتم، يبرز غياب رئيس المجلس الجماعي هشام آيت منا، الذي يبدو أن شؤون المدينة لا تندرج ضمن أولوياته القصوى، إذ تكررت غياباته وسفرياته خارج أرض الوطن، آخرها رحلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، دون تقديم تفسيرات أو تواصل حقيقي مع الساكنة التي منحته ثقتها، وبعد عودته، غالبا ما سينصرف إلى مشاريعه الاستثمارية الخاصة في الدار البيضاء ومدن أخرى، تاركا مدينة المحمدية تواجه مصيرها المجهول.
الانتقادات الموجهة للمجلس الجماعي لا تقتصر فقط على الرئيس، بل تمتد إلى تركيبة المجلس ككل، الذي أخفق في إبداع حلول أو على الأقل إطلاق مبادرات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فحتى البرامج التي يتم الإعلان عنها إعلاميا، تظل حبيسة الشعارات ولا تجد طريقها نحو التنفيذ، مما عمق فجوة الثقة بين المنتخبين والمواطنين.
في ظل هذا الوضع، لم يعد أمام سكان المحمدية سوى انتظار الانتخابات الجماعية المقبلة، علها تحمل وجوها جديدة قادرة على انتشال المدينة من مستنقع الركود والتهميش، أما في الوقت الراهن، فتظل المحمدية عنوانا للفشل التنموي وغياب الحكامة، في وقت تحتاج فيه المدينة إلى تدخل عاجل يعيد لها بعضا من وهجها المفقود.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X