
الوالي أمزازي يطلق هندسة جديدة للاستثمار في جهة سوس ماسة
هبة بريس – أكادير
في مشهد يعكس يقظة تنموية واستشعاراً لمتطلبات المرحلة، أطلق والي جهة سوس ماسة، سعيد أمزازي، الدينامية الجديدة لإعادة تفعيل اللجنة الجهوية لمناخ الأعمال، في اجتماع رفيع المستوى احتضنه مقر الولاية بأكادير، بحضور شخصيات وازنة تمثل السلطة القضائية، والمجالس المنتخبة، والإدارات الترابية، والغرف المهنية، والمؤسسات العمومية المعنية بالاستثمار.
لكن هذه العودة ليست مجرد إجراء بروتوكولي، بل شكل إعلان صريح بأن الجهة تستعد لدخول مرحلة أكثر جرأة في إصلاح بيئتها الاستثمارية، وتخوض سباقاً مفتوحاً لتكريس موقعها كقطب اقتصادي تنافسي في جنوب المغرب.
– بين الطموح والواقع… التحدي يتجاوز النصوص
في كلمته الافتتاحية، لم يخف والي الجهة إلحاح المرحلة على إرساء مناخ أعمال أكثر دينامية ومرونة، داعيا إلى جعل اللجنة فضاءً حيّاً للتشاور بين القطاعين العام والخاص، لا مجرد هيئة تنسيقية شكلية، فالمطلوب اليوم، بحسب والي الجهة، ليس فقط تحسين المؤشرات على الورق، بل تفكيك حقيقي للبنيات التي تعيق ولوج المستثمر إلى المعلومة، والعقار، والتمويل، والقرار.
حديث الوالي أمزازي أضاء زاوية طالما تم تجاهلها في النقاش المؤسساتي حول مناخ الأعمال من قبيل المسؤولية المشتركة، تلك الروح التي يجب أن تحكم علاقة جميع الفاعلين، من إدارات عمومية ومؤسسات مالية إلى نسيج المقاولات الصغرى والمتوسطة، في معركة بناء الثقة.
– ما بعد التفعيل..أي نموذج اقتصادي للجهة؟
إعادة تفعيل اللجنة الجهوية لمناخ الأعمال ليست غاية في حد ذاتها، بل خطوة ضمن مسار طويل ومعقّد لإعادة تشكيل نموذج التنمية الجهوية، فاللجنة، بتفرعاتها الاستراتيجية ومجموعاتها الموضوعاتية، ستعكف على معالجة قضايا بنيوية من ضمنها تعبئة العقار الصناعي، إلى تبسيط المساطر، وصولاً إلى تعزيز تنافسية الجهة في سوق تتغير معاييرها بسرعة.
لكن كل هذه الأوراش لن تكون ذات أثر ما لم تتواكب بقدرة على الإنصات للمقاولين الشباب، وجرأة في ابتكار آليات تمويل بديلة، واستثمار حقيقي في الرأسـمال البشري الجهوي، الذي لا يزال إلى حد بعيد غير مدمج في دينامية القرار الاستثماري.
– المركز الجهوي للاستثمار: من التوجيه إلى التأثير
يقف المركز الجهوي للاستثمار اليوم في صلب هذه المعادلة، ليس فقط كهيئة تقنية، بل كمؤسسة معنية بإبداع الحلول وتتبع الأداء واقتراح الإصلاحات. دوره ككتابة دائمة للجنة يضعه في موقع استراتيجي لترجمة الرؤية إلى تدابير ملموسة، وتحقيق تقاطع فعّال بين الطموح السياسي والواقع الميداني.
– نظرة إلى الأمام:… هل تنجح سوس ماسة في كسر الحلقة المفرغة؟
التحدي الأكبر الذي يواجه جهة سوس ماسة اليوم لا يتعلق فقط بتسهيل الإجراءات الإدارية أو تقليص آجال معالجة الملفات، بل بكسر حلقة الشك التي ما زالت تحيط بمفاهيم مثل “التحفيز” و”المواكبة” و”التبسيط”.
والجواب، على الأرجح، لن يأتي من مركز القرار فقط، بل من تحالف غير معلن بين الجدية السياسية، وذكاء الإدارة، وطموح المقاولة المحلية.
إننا أمام فرصة لإعادة كتابة قصة الاستثمار في سوس ماسة، لا بالحبر هذه المرة، بل بالفعل، بالنتائج، وبالإرادة.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X