
باستعمال إعلامها المضلل.. الجزائر تهاجم الرئيس الموريتاني بعد حضوره قمة البيت الأبيض
هبة بريس
شهدت الأيام القليلة الماضية هجوما إعلاميا لاذعا شنته بعض المنابر الجزائرية ضد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، عقب مشاركته في قمة مصغرة استضافها البيت الأبيض، حضرها بصفته “العربي الوحيد الممثل في اللقاء”، في وقت غابت فيه الجزائر عن المشهد بشكل مثير للانتباه.
الشتائم والاتهامات
وبحسب ما نقلته صحيفة “أنباء إنفو” الموريتانية، فقد نشرت صحيفة Le Matin d’Algérie مقالا للكاتب الجزائري شرفاوي محمد رشيد، تضمن عبارات وصفت بأنها جارحة ومهينة بحق الرئيس الغزواني، معتبرة أن المقال ابتعد عن المهنية وسقط في فخ الشتائم والاتهامات، فقط لأن موريتانيا حضرت حيث فشلت الجزائر في الحضور.
الصحيفة الموريتانية أكدت أن المقال الجزائري لم يقدم أي تحليل موضوعي أو قراءة متزنة للقمة وأبعادها، بل كشف عن “عقدة نفسية” بعد رؤية العلم الموريتاني يرفرف في البيت الأبيض، بينما بقيت الجزائر على الهامش، واعتبرت ذلك تجسيدا لـ“انفجار داخلي يعكس غرق البلاد في العزلة وتبرير فشلها الخارجي”.
وشددت الصحيفة على أن الغزواني لم يذهب إلى واشنطن بحثا عن الأضواء، بل مثل بلاده بثقة، وناقش ملفات محورية تتعلق بالأمن في الساحل، والتعاون الطاقي، والبنية التحتية، بما يخدم مصالح موريتانيا والمنطقة.
وتساءلت الصحيفة عن سرّ الحملات التي تشنها بعض الأقلام الجزائرية كلما حققت موريتانيا حضورا مشرفا على الساحة الدولية، متهمة جهات إعلامية في الجزائر بممارسة “استفزاز ممنهج” كلما عبّرت نواكشوط عن استقلالية قرارها السياسي وتمسكها بسيادتها.
دعم الجزائر للجماعات مسلحة ضد موريتانيا
وفي هذا السياق، ذكّرت أنباء إنفو بمحطات من التاريخ المتوتر بين البلدين، حيث لم تتردد الجزائر في دعم جماعات مسلحة ضد موريتانيا في مراحل سابقة، ورغم ذلك اختارت نواكشوط التهدئة حرصا على العلاقات بين الشعبين.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الهجمات الأخيرة تكشف حالة ارتباك داخل الخطاب السياسي الجزائري، ومحاولة للتغطية على العزلة الدبلوماسية التي تعيشها الجزائر، مؤكدة أن “حرية التعبير لا تمنح لأحد حق الإساءة إلى سيادة الدول وكرامتها”.
وختمت الصحيفة بالتأكيد على أن موريتانيا، بقيادة الغزواني، لن تنزلق إلى معارك إعلامية عبثية، وستواصل التزامها بالرصانة والاعتدال خدمة لمصالح شعبها وثوابتها الوطنية.
وأوضحت في الختام أن هذا التوتر الإعلامي يعكس استياء النظام الجزائري من التموقع المتوازن لموريتانيا إزاء القضايا الإقليمية، خصوصا عندما لا تسير خيارات نواكشوط وفق الأجندات التي تحاول الجزائر فرضها على المنطقة المغاربية.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X