بعدما سرقوا قاربا صغيرا.. 8 جزائريين يصلون إلى إيبيزا هربًا من بلادهم

هبة بريس – محمد زريوح

في واقعة أثارت الدهشة، تمكن ثمانية مراهقين جزائريين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا من الوصول إلى جزيرة إيبيزا الإسبانية، بعد أن سرقوا قاربًا صغيرًا من ميناء تامنفوست بالعاصمة الجزائرية. ما وصفه البعض بالمغامرة الخيالية يعكس في الوقت نفسه أزمة اجتماعية عميقة يواجهها شباب الجزائر.

القصة انتشرت بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن نشر الناشط الإسباني فرانشيسكو خوسي كليمنتي صورًا وتفاصيل الرحلة، فيما وثق المراهقون أنفسهم رحلتهم المصورة من الجزائر إلى جزر البليار، مرددين أغاني ملاعب جزائرية تعكس احتجاجهم على الوضع الاجتماعي والاقتصادي.

في تصريحات مصورة، أفاد أحد المراهقين أنهم استخدموا تطبيقًا لتحديد المسافة المتبقية، وزودوا المحرك بالبنزين من دراجاتهم النارية، مشيرًا إلى تعطل المحرك خمس مرات خلال الرحلة، ومع ذلك تمكنوا من إصلاحه ومواصلة المسير. وأوضح أن دوافعهم كانت الحاجة للهروب من “الميزيرية”، في إشارة إلى الظروف المعيشية الصعبة.

هذه الواقعة لم تكن مجرد مغامرة شبابية، بل تحمل في طياتها إشارة قوية إلى هشاشة فرص الشباب الجزائري، وغياب آليات الدعم الاجتماعي التي تمنعهم من الانخراط في سلوكيات خطيرة قد تهدد حياتهم. رحلتهم الطويلة عبر البحر الأبيض المتوسط تكشف عن فراغ سياسي واجتماعي يترك المراهقين عرضة لمخاطر جسدية وقانونية.

كما أثارت الواقعة جدلاً قانونيًا، إذ قد تواجه المجموعة مساءلة قانونية في إسبانيا بسبب السرقة والدخول غير المشروع إلى الأراضي الإسبانية، إلى جانب المخاطر المحتملة على حياتهم أثناء الإبحار بمركب غير مجهز للرحلات الطويلة.

المحللون يرون أن هذه الحادثة تعكس ظاهرة أوسع تشمل الشباب في مناطق متعددة من الجزائر، حيث تدفعهم الظروف الاقتصادية والاجتماعية إلى البحث عن منفذ للهروب أو تجربة مغامرات محفوفة بالمخاطر. ورغم أن الواقعة أثارت إعجاب البعض بجرأة هؤلاء المراهقين، إلا أنها تطرح تساؤلات حول المسؤولية المجتمعية والدور الذي يمكن أن تلعبه الدولة والمجتمع المدني في حماية شبابها.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى