بنكيران..بين صراع الثقة والإصلاح السياسي رؤية نقدية للمرحلة المقبلة

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

في خطاب سياسي نقدي، عاد عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، للحديث عن قضايا حيوية تهدد استقرار المشهد السياسي في المغرب، محملاً وزارة الداخلية، المشرفة على تنظيم الانتخابات، مسؤولية الأزمة الحالية في الثقة السياسية،بنكيران اعتبر أن الانتخابات المقبلة تعد “أهم من كأس إفريقيا”، مؤكداً أن التحدي الحقيقي يكمن في استعادة الثقة الشعبية في العملية السياسية، وليس في تعديل القوانين أو الإجراءات التقنية.

– الثقة في الانتخابات

بدأ بنكيران حديثه بالتركيز على الاستحقاقات الانتخابية القادمة، مشيرًا إلى أن الأزمة ليست في النصوص القانونية، بل في غياب “الثقة” بين المواطن والعملية السياسية، وفي هذا السياق، أشار إلى التجربة التونسية التي شهدت عزوفًا انتخابيًا كبيرًا، رغم اعتماد لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات، لافتًا إلى أن المغرب في حاجة إلى “إطلاق اللعب” السياسي وتوفير بيئة تنافسية حقيقية للمشاركين في العملية السياسية.

– التأخر في التنمية

وفي إطار تعليقه على أسباب تأخر المغرب في مسار التنمية مقارنة بدول أخرى مثل كوريا الجنوبية والصين، لفت بنكيران إلى أن الصراعات السياسية الداخلية هي التي أهدرت الوقت والفرص،وحمّل الأحزاب السياسية المسؤولية عن هذا التأخير، مشيرًا إلى أن الصراعات تحت شعار “جري عليك، جري علي” أضاعت الكثير من الوقت الثمين.

– دعم النظام الملكي

على الرغم من انتقاداته العميقة لبعض ممارسات النظام السياسي، حرص بنكيران على التأكيد على استقرار النظام الملكي كمصدر للأمن في المغرب، مقارنة مع البلدان التي شهدت تحولات عميقة بعد سقوط الأنظمة، مؤكدا أن استقرار المملكة هو عامل أساسي ساعد في تجنب ما وقع في دول مثل تونس وليبيا ومصر.

– الإعلام والمعارضة في الخارج

في إطار حديثه عن حرية التعبير، شن بنكيران هجومًا على المشهد الإعلامي في المغرب، معتبراً أنه مُنع من الظهور على القنوات الرسمية، مما يحد من النقاش السياسي الجاد، كما انتقد المعارضين المقيمين في الخارج، موجهًا لهم دعوة للعودة إلى الوطن والمشاركة الفعلية في العملية السياسية، بدلاً من الاكتفاء بالانتقادات من بعيد.

– الأعيان والمال السياسي

لم يمر خطاب بنكيران دون تسليط الضوء على قضية المال و السياسة، حيث حذر من أن بعض الأحزاب أصبحت تعتمد بشكل كبير على “الأعيان” أو رجال الأعمال، الذين يسعون للدخول في السياسة لتحقيق مصالح مالية، محذرًا من أن هذا الوضع يؤدي إلى تفشي الفساد داخل المؤسسات السياسية،داعيا إلى ضرورة تعزيز دور الشباب والنساء في الحياة السياسية، معتبرًا أن الأحزاب بحاجة إلى مناضلين حقيقيين يحرصون على مصلحة الوطن.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى