جرادة.. الوزيرة بنعلي تطلق خارطة طريق جديدة لإصلاح القطاع المنجمي

هبة بريس – أحمد المساعد

أطلقت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، من إقليم جرادة، خارطة طريق شاملة لإصلاح القطاع المنجمي، في إطار رؤية استراتيجية جديدة تمزج بين النجاعة الاقتصادية، والعدالة المجالية والاجتماعية، مع الحرص على احترام البعد البيئي وتعزيز جاذبية الاستثمار.

وجاء الإعلان عن هذه الخطة خلال زيارة ميدانية قامت بها الوزيرة يوم الجمعة 30 ماي الجاري، حيث عقدت لقاء موسعًا ضم مسؤولي الإقليم وعددًا من الفاعلين المحليين، عرضت خلاله تفاصيل مقاربة إصلاحية تستند إلى التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى إرساء نموذج تنموي تشاركي ومستدام.

رقمنة وتسويق وتنظيم

من أبرز التدابير التي كشفت عنها الوزيرة، إطلاق منصة رقمية خاصة بتسويق الفحم الحجري، تروم ضبط مسار الإنتاج وتسهيل ولوج الفاعلين المحليين إلى السوق الوطنية بطريقة عادلة وشفافة. كما يجري الإعداد لمشروع قانون جديد يعدل ويتمم القانون 33.13 المتعلق بالمناجم، يأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الاجتماعية والاقتصادية لإقليم جرادة.

ويشمل المشروع إصلاحات هيكلية مثل رقمنة المساطر الإدارية، إحداث سجل منجمي إلكتروني، إلزامية الفحص السنوي للسلامة، اعتماد بطاقة مهنية للمنجّمين، وتسهيلات جديدة في معالجة المواد المعدنية.

استثمار وبيئة وصحة

في خطوة لدعم مناخ الأعمال، أعلنت بنعلي عن إعداد أول دليل استثماري خاص بالقطاع المنجمي بجهة الشرق، يركّز على تسهيل الولوج إلى التمويل وتقوية الثقة بين المستثمرين والمؤسسات الجهوية.

وشددت الوزيرة على ضرورة دمج البعد الصحي والبيئي في عمليات استغلال الفحم، خاصة في ظل التأثيرات الخطيرة لداء السيليكوز المنتشر بين العاملين في هذا القطاع، مشيرة إلى اعتماد حلول مبتكرة للتقليل من هذه الانعكاسات.

مشاريع طاقية لفائدة الساكنة المتضررة

وفي مجال الطاقات المتجددة، تم توقيع اتفاقية إطار لإنشاء محطة شمسية بقدرة أولية تصل إلى 3 ميغاواط قابلة للتوسيع إلى 10 ميغاواط، موجّهة لفائدة الساكنة المتضررة من السيليكوز. وضمّت الاتفاقية كل من وزارة الداخلية، وكالة “مازن”، الشركة الجهوية متعددة الخدمات “الشرق”، والسلطات الترابية لجرادة.

كما استعرض ممثلو وكالة الطاقة المستدامة “مازن” مشروع “نور أطلس”، الذي يشمل إنشاء محطات شمسية بطاقة إجمالية تبلغ 300 ميغاواط، من بينها 121 ميغاواط بعين بني مطهر، باستثمار يصل إلى 2.7 مليار درهم.

وفي مبادرة ذات طابع اجتماعي وصحي، يتم العمل على محطة شمسية خاصة لفائدة المصابين بالسيليكوز، بقدرة 3 ميغاواط وبكلفة 36.5 مليون درهم، لتوفير الكهرباء بأسعار مناسبة وتخفيف عبء تشغيل أجهزة التنفس الاصطناعي.

نحو نموذج تنموي منصف

وأكدت الوزيرة أن نسبة الكهربة الوطنية بلغت 99.91%، و99.68% بجهة الشرق، مشيرة إلى استمرار الجهود من خلال برنامج PERG 2.0 الذي يعتمد على الطاقات المتجددة لتغطية المناطق النائية.

ويُجسد هذا التوجه الجديد للدولة، بالشراكة مع الجهات والمؤسسات الوطنية، إرادة واضحة لإرساء نموذج تنموي عادل ومندمج، يحقق الإنصاف المجالي والاجتماعي، ويرتكز على التحول الرقمي، حماية البيئة، وتحفيز الاستثمار المنتج.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى