
دعوات دولية تخنق البوليساريو.. من حركة انفصالية إلى تنظيم إرهابي
هبة بريس – محمد زريوح
تشهد الساحة السياسية تحركات لافتة تدعو عدداً من الدول إلى تبني مبادرات داخل مؤسساتها التشريعية، تروم تصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي، في سياق مساعٍ متواصلة لتعزيز الجهود الدولية في محاربة الإرهاب ومواجهة النزعات الانفصالية التي تهدد استقرار المنطقة.
هذه الدعوات لا تكتفي بالمطالبة بالتصنيف، بل تحث على وضع أطر قانونية صارمة تجرّم كافة أنشطة الجبهة، وتغلق أمامها قنوات التمويل والدعم، خصوصاً في ظل الاتهامات الموجهة إليها بالتورط في أعمال تهدد الأمن الإقليمي والدولي، بما في ذلك استهداف المدنيين، وتهريب الأسلحة والمخدرات، وتجنيد الأطفال، فضلاً عن ارتباطها بتنظيمات إرهابية تنشط في منطقة الساحل الإفريقي.
ويؤكد مراقبون أن تبني مثل هذه القرارات في برلمانات أو حكومات أجنبية سيشكل مكسباً قانونياً كبيراً للمغرب، إذ يمنح مواقفه في المحافل الدولية دعماً تشريعياً من خارج حدوده، ويضفي على طرحه شرعية إضافية تعزز موقفه في مواجهة الأطروحات الانفصالية.
من الناحية الأمنية، يرى خبراء أن إدراج الجبهة ضمن قوائم الإرهاب سيحد بشكل كبير من قدرتها على التحرك وتنفيذ أنشطتها، إذ يسمح هذا الإجراء بتفعيل قوانين مكافحة الإرهاب في الدول المعنية، ما يعني تجميد أموالها، حظر أنشطتها، ومنع قياداتها من السفر، وبالتالي تضييق الخناق على شبكاتها اللوجستية.
سياسياً، يؤدي هذا التصنيف إلى تقليص هامش المناورة أمام الجبهة وعزلها على المستوى الدبلوماسي، كما يضع الجهات أو الدول التي تقدم لها الدعم في موقف حرج، تحت ضغط سياسي وإعلامي متزايد من المجتمع الدولي.
ويرى متابعون أن الأثر الأكبر لهذه الخطوة يتمثل في إعادة صياغة الخطاب الدولي حول القضية، من نقاش “تقرير المصير” إلى اعتبارها مسألة “مكافحة الإرهاب”، وهو تحول استراتيجي في السردية يخدم المغرب ويعزز مواقفه التفاوضية.
على المستوى الرمزي، يغيّر هذا التصنيف الصورة الذهنية للجبهة في الوعي الدولي، إذ ينتقل وصفها من “حركة سياسية” إلى “جماعة عنيفة”، وهو ما سينعكس على تعامل الرأي العام وصناع القرار معها.
كما أن تزايد عدد الدول التي تتبنى هذا الموقف يراكم الأدلة والمرجعيات التي يمكن استثمارها في الخطاب الإعلامي والدبلوماسي، ما يمنح المغرب ورقة قوة إضافية في مختلف المنابر الدولية.
وبحسب مراقبين، فإن هذه التحركات، إذا تبلورت على نطاق واسع، قد تمثل نقطة تحول في مسار النزاع، وتضع الجبهة أمام عزلة سياسية وقانونية وأمنية غير مسبوقة، تحد من قدرتها على الاستمرار في أنشطتها المهددة للاستقرار.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X