ركود في سوق الذهب بالمغرب رغم تراجع الأسعار

هبة بريس

يشهد سوق الذهب في المغرب هذا الصيف تحولات لافتة، لم تعد مرتبطة فقط بمنحنى الأسعار، بل أيضاً بتغير سلوك المستهلكين وأولوياتهم. فبينما سجل ثمن الغرام انخفاضاً بنحو خمسين درهماً ليستقر الذهب الخام عند حدود 787 درهماً، فإن التراجع لم يكن كافياً لإعادة إنعاش السوق، حيث ظل الطلب محدوداً مقارنة بما كان عليه في مواسم سابقة.

ويرى مهنيون أن ضعف الإقبال لا يرتبط فقط بعامل السعر، بل يتجاوز ذلك إلى التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي يعرفها المجتمع المغربي. فالكثير من الأسر باتت تفضل تقليص نفقات الأعراس والمناسبات، فيما توجهت فئات أخرى إلى بدائل استثمارية مختلفة، مثل العقار أو الادخار البنكي، عوض اقتناء الحلي والمجوهرات.

كما أن عودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، التي كانت في السابق رافعة مهمة لحركة السوق، لم تحقق الأثر ذاته هذا العام، إذ يلاحظ أن أولويات المغتربين تركزت على اقتناء العقارات أو تغطية التزامات أسرية، أكثر من الاستثمار في الذهب.

في المقابل، يؤكد خبراء أن استمرار انخفاض الأسعار قد يمنح نفساً جديداً للسوق في حال استعاد المستهلكون ثقتهم في الذهب كأداة للادخار أو للزينة، خاصة إذا تحسنت القدرة الشرائية وهدأت الضغوط الاقتصادية التي تثقل كاهل الأسر.

وبين تقلبات الأسعار وتغير العادات الاستهلاكية، يظل الذهب في المغرب أمام مرحلة انتقالية قد تعيد رسم ملامح سوق ظل لعقود مرتبطاً بالمناسبات الاجتماعية وموسم الأعراس بالدرجة الأولى.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى