سيدي إفني.. مطالب لعامل الإقليم بإعادة تنظيم الحرف المزعجة داخل الأحياء السكنية

هبة بريس – سيدي إفني

تعالت أصوات ساكنة مدينة سيدي إفني، ومعهم عدد من زوارها، مجددًا، من أجل وضع حد نهائي للفوضى الناتجة عن استمرار مزاولة عدد من الاوراش الحرفية المزعجة وسط الأحياء السكنية، في مشهد يزداد تفاقمًا يومًا بعد آخر.

الحدادة، النجارة، الميكانيك وغيرها من الأنشطة التي يفترض ممارستها داخل فضاءات مخصصة، لا تزال تشتغل وسط مناطق آهلة بالسكان، مسببة ضجيجًا متواصلاً وانبعاثات ملوثة، من زيوت وغبار، فضلاً عن الأضرار الصحية الخطيرة التي تهدد سلامة السكان، لا سيما الأطفال وكبار السن،.

جولة ميدانية بأحياء عدة، منها حي “الجوطيا” وشارع 6 أبريل الحيوي، كشفت حجم الإزعاج المتواصل الذي تخلفه آلات النجارة وتقطيع الألمنيوم، منذ ساعات الصباح الباكر، دون مراعاة لراحة السكان أو حرمة الفضاءات المجاورة التي تضم مؤسسات تعليمية وبنكية وخدماتية حساسة.

ويؤكد متضررون من سكان حي الجوطيا وزنقة المغرب العربي، أن الوضع لم يعد يُحتمل، في ظل غياب أي تفعيل حقيقي لقرارات الإغلاق التي صدرت في حق بعض هذه الورشات الحرفية، أو التساهل مع أخرى ظلت تشتغل دون أي سند قانوني. “لقد حرمونا من الراحة، حتى عطلة نهاية الأسبوع لم نعد نستمتع بها كما ينبغي”، يقول أحد السكان، مضيفًا أن الخوف من الاصطدام مع الجيران يمنع كثيرين من رفع أصواتهم.

ما يزيد من استياء الساكنة هو أن الحي الصناعي الذي كان من المفترض أن يُخصص لاحتضان مثل هذه الأنشطة لا يزال، رغم مرور سنوات، خارج الخدمة، دون تهيئة أو تفعيل، في وقت تتفاقم فيه معاناة المواطنين مع أنشطة لا تتناسب إطلاقًا مع طبيعة الأحياء السكنية.

من هذا المنطلق، يعوّل المواطنون كثيرًا على تدخل عامل الإقليم، المعروف بصرامته وتتبعه الميداني، من أجل فتح هذا الملف الشائك، واتخاذ قرارات ملموسة على أرض الواقع، تنهي حالة التسيب وتفرض نقل هذه الأنشطة إلى الحي الصناعي المغيب عن أداء دوره الحقيقي.

كما يناشد المتضررون جميع المصالح المعنية بالتنسيق العاجل لإعادة الاعتبار لمبدأ احترام التخصصات المجالية، خاصة في ظل التحول الذي تعرفه المدينة واستقطابها المتزايد للاستثمار والسياحة والخدمات، ما يتطلب بيئة حضرية منظمة وخالية من مظاهر العشوائية.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى