
غزلان.. إصرار امرأة فقدت ساقيها وتحدّت أمواج البحر بحثًا عن حياة جديدة
هبة بريس-محمد زريوح
في ملحمة إنسانية مؤثرة، تمكنت فرق الإنقاذ البحري الإسبانية، بتاريخ الثلاثاء 29 يوليوز 2025، من إنقاذ قارب مطاطي كان يقل 38 مهاجراً، من بينهم السيدة المغربية غزلان، البالغة من العمر 39 عاماً، والتي فقدت ساقيها في حادث سير وهي طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات.
انطلقت غزلان في رحلة محفوفة بالمخاطر من مدينة أكادير يوم 27 يوليوز، على متن قارب صغير برفقة 39 مهاجراً من أصول مغاربية وإفريقية جنوب الصحراء، متخليةً عن كرسيها المتحرك ووالدتها التي تقيم بالدار البيضاء، لتخوض رحلة بحرية قاسية استمرت ثلاثة أيام.
وفي شهادة مؤثرة، سردت غزلان كيف تمكنت من الصمود أمام تقلبات البحر القاسية، بدعم مشترك من رفيقاتها التسع من النساء المغربيات اللواتي شاركنها الأكل والماء، مدفوعة بعزيمة لا تلين لتحقيق حياة أفضل لوالدتها وتأمين مستقبل مستقر.
عُثر على القارب على بعد نحو 40 كيلومتراً من سواحل لانزاروت، حيث تدخلت سفينة الإنقاذ “سلفامار آل ناير” وأنقذت الركاب، لنقلهم إلى ميناء أريثيفي، حيث استقبلهم متطوعو الصليب الأحمر، مقدّمين لهم الدعم الطبي والإنساني العاجل.
مع وصولها، حصلت غزلان على كرسي متحرك جديد، وبقيت تحمل ابتسامة أمل رغم التعب والإرهاق، مرتدية قبعة تحميها من حرارة الشمس، في لحظة وصفها المتطوعون بأنها تعبير صادق عن الفرح والانتصار بعد معاناة طويلة وشاقة.
وأشار الصليب الأحمر إلى أن استقبال مهاجرين من ذوي الإعاقة ليس بالأمر الجديد على جزر الكناري، غير أن قصة غزلان تميزت بشجاعة وإصرار استثنائيين، ما يعكس قدرة الإنسان على مواجهة التحديات الصحية والاجتماعية والبيئية بكل عزيمة وإرادة.
تتلقى غزلان حالياً الرعاية اللازمة في مركز تديره منظمة “أشيم” بلانزاروت، حيث توفر لها بيئة ملائمة تعزز من استقرارها الصحي والنفسي، مع إعداد خطة مستقبلية لنقلها إلى شبه الجزيرة الإيبيرية لبدء فصل جديد من حياتها.
تحلم غزلان بحياة كريمة في إسبانيا، حيث تسعى إلى فرصة عمل تمكنها من تحقيق طموحاتها ودعم أسرتها التي تركتها خلفها، حاملة معها رسالة قوة الإنسان في مواجهة المصاعب التي لا تعترف بالحدود ولا بالقيود.
تمثل قصة غزلان نموذجاً ملهمًا للإرادة والصمود، ومناشدة إنسانية عميقة إلى العالم لتسليط الضوء على معاناة آلاف المهاجرين الذين يغامرون بحياتهم طلباً لكرامة وحياة أفضل، مؤكدة أن العزيمة والكرامة لا تقف عند حدود ولا تخضع لأي تحدٍ.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X