غياب تبون بعد فاجعة وادي الحراش يشعل غضب الجزائريين ويغذي الشكوك حول مكانه

هبة بريس

أعاد الغياب المتواصل للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن الواجهة، عقب الفاجعة التي شهدها وادي الحراش وأودت بحياة 18 مواطناً في حادث انقلاب حافلة، الجدل من جديد حول مصير “الرئيس الشبح”.

موجة غضب داخل الجزائر

فقد أثار اختفاؤه، في لحظة مأساوية كان يفترض أن يظهر فيها لمواساة عائلات الضحايا وزيارة المصابين، موجة غضب وانتقادات لاذعة داخل الجزائر وخارجها.

ورغم محاولة رئاسة الجمهورية امتصاص الغضب الشعبي للجزائريين عبر بيانات بروتوكولية تحدثت عن “تعليمات مباشرة” من تبون لوزرائه بالتوجه إلى موقع الحادث، إلا أن هذه الرواية لم تنجح في حجب حقيقة غيابه المريب، والذي تحول إلى موضوع أساسي على منصات التواصل الاجتماعي.

هذا الصمت المطبق فتح الباب أمام تساؤلات واسعة: أين اختفى تبون؟ وهل ما زال فعلاً في الجزائر؟

مصادر معارضة تداولت أخباراً عن تواجده في ألمانيا، إما لتلقي العلاج أو لقضاء عطلة خاصة، في وقت يواجه فيه الشعب الجزائري الكوارث والمآسي وحيداً.

الجزائريون يغرقون في الأزمات

الصحفي والناشط محمد سيفاوي، من أبرز الأصوات المنتقدة، أكد أن تبون “يتنعم براحته في الخارج بينما يغرق الجزائريون في الأزمات”.

الغياب الرئاسي المستمر لم يعد مجرد تفصيل بروتوكولي، بل تحول إلى مؤشر على ضعف موقع تبون داخل منظومة الحكم، واتساع الهوة بينه وبين شعبه. فحتى خطابه الأخير بمناسبة اليوم الوطني للمجاهد لم يتجاوز رسالة مكتوبة، غابت عنها صور أو مقاطع مرئية للرئيس، ما عمّق الشكوك حول وضعه الصحي ومكان وجوده.

ووسط تضارب الروايات بين من يرجّح مرضه ومن يؤكد أنه في إجازة، تحاول أبواق النظام العسكري تسويق حكاية أنه “في الجزائر ويتابع كل صغيرة وكبيرة”، لكن هذا لم يقنع الرأي العام الذي يتساءل: إذا كان موجوداً فعلاً، فما الذي يمنعه من الظهور ولو لدقائق؟

الجدل المتصاعد كشف مجدداً هشاشة النظام الجزائري الذي يلوذ دائماً بنظريات المؤامرة لتبرير فشله، متهماً المعارضة والإعلام المستقل وحتى المخابرات الأجنبية بالوقوف وراء ما يصفه بـ”الحملات المغرضة”. لكن الحقيقة الواضحة للجزائريين أن رئيسهم يختفي كلما احتاجه الشعب، كما حدث سابقاً حين قضى فترات طويلة في ألمانيا للعلاج من كورونا. واليوم، يعيد تبون السيناريو نفسه، تاركاً بلداً بأكمله في دوامة من الغموض.

 



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى