
لهيب أسعار اللحوم يواصل الاشتعال في الأسواق المغربية
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
رغم كل التطمينات، يواصل منحنى أسعار اللحوم الحمراء في المغرب صعوده بلا هوادة، ضاربًا عرض الحائط بقدرة المستهلك المتآكلة، ومثيرًا موجة من الغضب والاستياء في صفوف المواطنين الذين باتوا يجدون أنفسهم أمام سلعة كانت يومًا جزءًا من موائدهم الأسبوعية، فأصبحت اليوم رفاهية موسمية، إن لم تكن مستحيلة.
في الأسواق، الواقع لا يرحم، الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم أو البقر يقفز بثقة من رقم إلى آخر، دون حسيب أو رقيب، بينما تبرر الأطراف المعنية الوضع بعوامل تبدو أكبر من أن تُحل بقرارات ظرفية.
الخبراء يشيرون إلى أن الخلل يكمن في عمق المنظومة، حيث يواجه قطاع تربية المواشي صعوبات هيكلية تتفاقم مع كل موسم جفاف، في ظل شح الأمطار وغياب الدعم الفعلي للفلاحين الصغار و النتيجة هو في تراجع في أعداد القطيع، وارتفاع في كلفة التربية، يقابله طلب ما يزال قويًا، لا سيما مع انتعاش المطاعم والسياحة الداخلية خلال فصل الصيف.
في المقابل، هناك يقف المستهلك المغربي مندهشا فيما يقع رغم عدم ثقته في التبريرات الجاهزة والقرارات التي لم تُحدث أي تغيير ملموس.
فبين تحرير الأسعار، وغياب رقابة فعّالة، وتهميش قطاع حيوي يرتبط بالأمن الغذائي والاجتماعي، يبدو أن الأزمة مرشحة للاستمرار، وربما التصاعد أكثر في الأشهر المقبلة.
وما يزيد من تعقيد الصورة، أن قرار إلغاء شعيرة عيد الأضحى لهذا العام الذي كان يُنظر إليه كفرصة لتخفيف الضغط على السوق فقد مرّ دون أن يترك أي أثر إيجابي على الأسعار، بل إن العديد من المراقبين يرون أن هذا القرار، بدلاً من أن يُعيد التوازن، كشف هشاشة المنظومة وعجز السياسات عن التعامل مع أزمات من هذا النوع.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X