
وعود تبون بإطفاء حرائق الغابات تتبخر أمام لهيب النيران
هبة بريس
كالعادة، ومع حلول ذروة الصيف، عادت مشاهد النيران لتلتهم مساحات واسعة من الأراضي الجزائرية، مخلفة خسائر فادحة في الممتلكات والغطاء النباتي. هذه المرة، سجلت الحرائق حضورها الكارثي في ولايات تيزي وزو، الطارف، جيجل، وبجاية، حيث أتت على الأخضر واليابس.
خسائر مادية فادحة
ووفق بيان صادر عن مديرية الحماية المدنية عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، فإن فرق التدخل تكافح لإخماد البؤر المشتعلة والحيلولة دون تمدد النيران إلى مساحات أوسع، وسط تأكيدات بعدم تسجيل خسائر بشرية حتى الآن.
ولكن ألسنة اللهب لم تكتفِ بتلك الولايات، بل امتدت إلى بومرداس، حيث اندلع حريق في غابات وأحراش منطقة النشيط، إضافة إلى حرائق مماثلة في ولاية ميلة، وأخرى في برج بوعريريج شرقي البلاد، تسببت في خسائر مادية معتبرة.
وبلغ إجمالي التدخلات نحو 64 عملية لإخماد حرائق الغطاء النباتي، شملت حريقين بالغابات، و23 حريقاً بالأحراش والحشائش اليابسة، و24 حريقاً طال الأشجار المثمرة، و15 حريقاً في واحات النخيل.
ارتفاع درجات الحرارة كان عاملاً مساعداً في اشتعال النيران وانتشارها، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن فرق الحماية المدنية ما تزال في حالة استنفار، بعد أن دمرت الحرائق محاصيل القمح والشعير، وألحقت أضراراً جسيمة بالمساحات الزراعية.
ضعف الجاهزية لدى السلطات الجزائرية لمواجهة الحرائق
وبينما لم تصدر أي حصيلة محدثة من وزارة الدفاع أو الحماية المدنية، خرج مسؤولون جزائريون ليعلنوا أن معظم هذه الحرائق “مفتعلة”، مشيرين إلى اعتقال بعض المشتبه بهم. غير أن خبراء ألقوا باللوم على ضعف الجاهزية وغياب خطط الوقاية لدى السلطات، الأمر الذي أثار موجة غضب شعبي عارم تجاه الرئيس عبد المجيد تبون الذي يحترف الكذب على شعبه، بعد أن انكشفت وعوده الجوفاء منذ أكثر من ثلاث سنوات، حين تعهد باقتناء طائرات لإخماد الحرائق التي تلتهم آلاف الهكتارات وتحصد الأرواح كل صيف.
وأمام هذا الفشل، تساءل جزائريون غاضبون: لماذا لم يوفِ تبون بوعده، وهو الذي لم يتردد في تبذير 1.5 مليار دولار في بنك مجموعة “بريكس”، وتخصيص ميزانيات ضخمة من أموال الشعب لتمويل عصابة البوليساريو الإرهابية، ومنح مليار دولار كمساعدات لدول إفريقية، بدلاً من شراء طائرات الإطفاء التي كان قد وعد بها خلال افتتاح “معرض الجزائر الدولي”؟
ولم يتوقف السخط عند ذلك، بل استعاد الجزائريون مشهد رئيسهم تبون وهو يطلب من ممثلي الولايات المتحدة، ضيف شرف المعرض، بيع أو حتى تأجير طائرات لإطفاء الحرائق “بشكل عاجل”، قائلاً لأحد المتعاملين الأمريكيين: “إن كانت لديكم طائرات لمكافحة الحرائق، فنحن مستعدون لشرائها فوراً”. تصريح كشف جهله الفادح، إذ لم يدرك أن طائرات “كنادير” هي صناعة كندية وليست أمريكية…
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X