
إيكسان.. بين الترحيب بالضيوف وعرقلة المشاريع: هل الجماعة تدعم الفن حقًا؟
هبة بريس – محمد زريوح
لقد أثار تصرف مدير مصالح جماعة إيكسان بالناظور لعرقلة تصوير الجزء الثاني من المسلسل الريفي “أفاذار” ردود فعل غاضبة في الأوساط الفنية.
و يُعد هذا المسلسل من إنتاج “يان برود” وإخراج حميد زيان، وهو يهدف إلى تسليط الضوء على الثقافة الريفية وتعزيز الوجود الفني في المنطقة. وقد كانت جماعة إيكسان من بين المواقع التي كان من المقرر أن يتم فيها تصوير بعض مشاهد المسلسل، بعدما تم تصوير الجزء الأول في عدة مواقع داخل الجماعة.
ورغم الاستقبال الحار الذي حظي به فريق العمل من سكان الجماعة، فإن أجواء الترحيب سرعان ما تحولت إلى توتر بمجرد وصول الفريق إلى مقر الجماعة. فقد أظهر مدير المصالح تصرفات غير مهنية، حيث بدأ في انتقاد أدق تفاصيل العمل، مما أثار استياء أعضاء الفريق الذين كانوا يتوقعون تسهيلات لدعم مهمتهم بدلًا من العوائق.
لم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل إن سلوك المدير أصبح أكثر غرابة بمرور الوقت. فقد تم رصد تصرفات غريبة مثل تدخينه السجائر في الأماكن العامة رغم الحظر المفروض، بالإضافة إلى إغلاقه باب مكتبه في وجه أعضاء الفريق، مما زاد من توتر الأجواء وأثر سلبًا على سير العمل بسلاسة.
على الرغم من أن فريق العمل كان قد حصل على التصاريح اللازمة من المركز السينمائي المغربي والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، إلا أن مدير المصالح أبدى معارضة شديدة للتصوير وابتكر حججًا لعرقلة سير العمل. وقد بدت هذه التصرفات بمثابة عائق أمام العمل الفني، بدلًا من أن يكون المدير داعمًا للمبادرات الثقافية والفنية التي تعكس هوية المنطقة.
من المؤكد أن تصرفات المدير تكشف عن نقص الوعي بأهمية المشاريع الثقافية والفنية في المنطقة. فبدلاً من أن يسهم في دعم هذا النوع من المبادرات، أظهر سلوكًا يعرقل تقدم العمل. هذا الأمر يطرح تساؤلات حول طريقة إدارة المشاريع الثقافية في المدينة ويدعو إلى ضرورة تعزيز التنسيق بين المسؤولين لدعم هذه المشاريع بدلاً من إحباطها.
وفي هذا السياق، يظل السؤال الأهم: أين رئيس الجماعة من كل ما يحدث؟ أليس هو المسؤول الأول عن متابعة سير العمل في الجماعة؟ كيف يتسنى له التغاضي عن مثل هذه التصرفات غير المهنية من أحد المسؤولين في إدارته؟ غياب التدخل الفعلي لرئيس الجماعة يثير الكثير من الشكوك حول مدى اهتمامه بمصلحة الساكنة ودعمه للمشاريع الثقافية التي تخدم المدينة.
من الواضح أن مثل هذه التصرفات تؤثر سلبًا على الأجواء الفنية في المدينة، ويجب على المسؤولين في الجماعة اتخاذ خطوات فاعلة لإصلاح الوضع ودعم المشاريع الفنية بدلًا من الوقوف عائقًا أمامها. في حال رغبت الجماعة في تعزيز صورتها الثقافية والفنية، ينبغي أن يتم توفير بيئة مناسبة تعمل على تشجيع الإبداع والمبادرات الفنية بعيدًا عن أي عراقيل بيروقراطية.
وفي الختام، من الضروري أن تعي الجماعة أهمية دعم المشاريع الثقافية والفنية في إبراز هوية المدينة وتعزيز مكانتها على المستويين المحلي والدولي. يجب أن يكون هنالك دعم حقيقي ومؤسسي من المسؤولين لتسريع الإجراءات وضمان أن الفنون والثقافة تجد البيئة المناسبة للنمو والتطور.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X