
برشلونة وصيف الاحتجاجات… معركة مفتوحة بين التاكسيات وسيارات التطبيقات
عمر الرزيني – مكتب برشلونة
مع اقتراب صيف، عاد التوتر القديم بين سائقي التاكسي في برشلونة ومنصات النقل التشاركي مثل Uber وCabify وBolt إلى الواجهة، لكن هذه المرة بزخم أكبر، واحتجاجات أكثر حدّة، وسط نقاشات قانونية حول مستقبل هذا القطاع الحيوي في المدينة.
كما شهد مطار إل برات مشهداً غير معتاد: نحو 300 سائق تاكسي يصطفون في منطقة الركوب، ويطلقون أبواق سياراتهم بشكل متواصل كلما اقتربت سيارة تعمل عبر رخصة VTC (المستخدمة من قبل تطبيقات النقل).
هذه الخطوة التصعيدية جاءت رداً على تخصيص منطقة VIP داخل المطار حصرياً لهذه الخدمات بعقد قيمته 7.8 مليون يورو لمدة ثلاث سنوات، وهو ما اعتبره اتحاد التاكسي “إهانة واضحة” وتهديداً مباشراً لمصدر رزقهم.
و لم تكن ساحات المواجهة مقتصرة على سائقي التاكسي؛ ففي أبريل 2025، نظّم سائقو سيارات التطبيقات أنفسهم مسيرة بطيئة انطلقت من ميناء برشلونة باتجاه الشوارع المركزية، احتجاجاً على مشروع قانون جديد قد يقلّص بشكل كبير عدد تراخيص VTC، ما قد يؤدي – حسب تقديراتهم – إلى فقدان نحو 4,000 سائق لوظائفهم.
وفي المقابل، استمر اتحاد التاكسي في تنظيم تحركات مماثلة طوال العام، مؤكدين أن المنافسة غير المتكافئة مع المنصات التشاركية تسببت في تراجع دخلهم وأربكت السوق.
وتحت ضغط متواصل من سائقي التاكسي، شدّدت الشرطة البلدية إجراءاتها ضد سائقي التطبيقات الذين لا يتوفرون على تراخيص حضرية خاصة بدخول برشلونة، حيث منعتهم من دخول قلب المدينة، واحتجزت مركباتهم، وفرضت غرامات تصل إلى 4,000 يورو.
هذه الإجراءات خلقت أجواء توصف من قبل سائقي التطبيقات بأنها “مطاردة” تجعلهم يشعرون وكأنهم “لصوص يسرقون الزبائن”، بخلاف مدن إسبانية أخرى مثل مدريد وفالنسيا حيث البيئة أكثر مرونة. ويؤكد سائقي التاكسي أن الأسعار المنخفضة التي تقدمها التطبيقات تضغط على دخلهم وتشكل تهديداً مباشراً لمعيشتهم.
أحد أكثر الأحداث إثارة للجدل هذا العام كان ما سُمّي بـ”الانقطاع الكبير” في نهاية أبريل، حين ارتفعت أسعار خدمات Cabify بنسبة 300٪، وUber بنسبة 116٪، وBolt بنسبة 30٪ خلال فترة قصيرة بفعل التسعير الديناميكي المفاجئ.
في المقابل، حافظت التاكسيات على الأسعار التنظيمية، وبعضها قدّم خدمات مجانية، معتبرين أنفسهم “الخيار المسؤول” في مواجهة ما وصفوه بـ”الابتزاز السعري”.
المشهد في برشلونة اليوم يعكس مواجهة مفتوحة بين نموذجين للنقل: التاكسي التقليدي الذي يستند إلى تنظيم صارم، والخدمات التشاركية التي تراهن على التكنولوجيا والمرونة. ومع احتدام المنافسة في موسم الصيف، تبدو المدينة أمام اختبار صعب: كيف توازن بين حماية المهنة التقليدية وتشجيع الابتكار دون الإضرار بالمستهلك؟
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X