
مذكرة موجهة إلى نزار بركة… الشبيبة المدرسية تطالب بتمكين فعلي للشباب
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
في خضم النقاش الوطني حول الإصلاحات الانتخابية المرتقبة، وتزامنًا مع اليوم العالمي للشباب، وجهت جمعية الشبيبة المدرسية مذكرة سياسية إلى الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، دعت فيها إلى إجراء إصلاح عميق وشامل للمنظومة الانتخابية، يضمن إدماجًا حقيقيًا وفعالًا للشباب في الحياة السياسية، ويعزز الثقة في العمل الحزبي والمؤسسات التمثيلية.
– مشاركة ضعيفة… رغم المكتسبات الدستورية
استهلت الجمعية مذكرتها بتشخيص دقيق للواقع الحالي لمشاركة الشباب في الانتخابات، معتبرة أن ضعف الحضور الشبابي في العمليات الانتخابية، سواء كمرشحين أو ناخبين، يعود إلى عدة عوامل بنيوية وثقافية، منها: ضعف التحفيز المؤسسي والقانوني لترشيح الشباب؛ و عقبات داخل الأحزاب السياسية، خاصة في مساطر التزكية؛ في ظل استمرار النظرة النمطية التي تُقصي الكفاءات الشابة من مواقع القرار؛ وغياب التأطير والتكوين السياسي الكافي؛ تم تفاوت الفرص بين الشباب في المدن والمناطق الهشة؛
مع التراجع غير المبرر عن اللائحة الوطنية للشباب التي شكلت سابقًا آلية فعالة لتمكينهم.
– إصلاح شامل بمنظور شمولي
ترى جمعية الشبيبة المدرسية أن أي تعديل للقوانين الانتخابية يجب أن يتم وفق مقاربة شمولية ومندمجة، تنطلق من تحديث النصوص القانونية، إلى إصلاح العقليات داخل الأحزاب، مع مراعاة التحولات الاجتماعية والديمغرافية والتكنولوجية.
وطالبت الشبيبة المدرسية بإقرار ميثاق وطني خاص بالشباب، يعزز تمثيليتهم، ويدمجهم فعليًا في صنع القرار السياسي، كما دعت إلى ربط المشاركة السياسية بمسار متكامل للتثقيف والتأطير يبدأ من المدرسة ويُتوّج بالممارسة المؤسسية.
– محاور الإصلاح المقترحة
أولًا: تعزيز الشفافية والنزاهة
طالبت الشبيبة بإحداث لجنة وطنية مستقلة للإشراف على الانتخابات، وتحديث اللوائح الانتخابية بالاعتماد على السجل الوطني للسكان، مع رقمنة شاملة للمسار الانتخابي وضمان أمن البيانات.
وشددت على ضرورة ضبط تمويل الحملات الانتخابية، ونشر التقارير المالية بشكل دوري، مع تشديد العقوبات على كل أشكال الفساد الانتخابي، ومنع استغلال الموارد العمومية خلال الحملات.
ثانيًا: مراجعة النظام الانتخابي والتقطيع الترابي
دعت الجمعية إلى إعادة النظر في القاسم الانتخابي باعتماد قاعدة “الأصوات المعبر عنها”، ورفع العتبة الانتخابية بشكل مرن يحد من التشرذم السياسي.
كما طالبت بإصلاح التقطيع الانتخابي على أساس العدالة الديمغرافية، واعتماد نظام اقتراع فردي أو مختلط يعزز العلاقة بين الناخب والمنتخب، مع فرض شروط الكفاءة والأخلاق السياسية في الترشح للمناصب البرلمانية.
ثالثًا: تمكين الشباب
أكدت المذكرة على ضرورة تخصيص نسبة لا تقل عن 30% من الترشيحات للشباب دون سن الأربعين، مع إعادة التفكير في صيغة اللائحة الوطنية أو تحويلها إلى لوائح جهوية.
واقترحت الجمعية دعم المستقلين الشباب ماليًا، وتأسيس صندوق وطني لترشيحاتهم، وتخفيض سن الترشح لمجلس النواب إلى 20 سنة، مع فرض تكوين إجباري يشمل التشريع والتواصل وتدبير الحملات الانتخابية.
رابعًا: التربية على المواطنة
شددت الشبيبة المدرسية على أهمية إدماج مضامين التربية السياسية في المقررات الدراسية، وتشجيع نوادي المواطنة والديمقراطية داخل المؤسسات التعليمية، وإطلاق حملات وطنية توعوية داخل الجامعات ومراكز التكوين.
كما طالبت بالإسراع في إخراج المجلس الأعلى للشباب والعمل الجمعوي، وتفعيل الهيئات الاستشارية للشباب في الجماعات الترابية.
خامسًا: ضمان تمثيلية عادلة لباقي الفئات
لم تغفل المذكرة أهمية تمثيلية النساء، ودعت إلى تعزيز حضورهن في مواقع القرار. كما شددت على تمكين مغاربة العالم من التمثيل المؤسساتي، وإدماج الأشخاص في وضعية إعاقة عبر تدابير تشريعية وتنظيمية داعمة.
سادسًا: إصلاح القوانين التنظيمية
طالبت الجمعية بمراجعة القانون التنظيمي للأحزاب السياسية، من أجل تجديد النخب وتعزيز الديمقراطية الداخلية، إلى جانب تعديل النصوص المنظمة للجماعات الترابية والقوانين المتعلقة باللوائح الانتخابية لتتلاءم مع التحولات الرقمية والمجتمعية.
استعداد للمساهمة في المشاورات الوطنية
في ختام المذكرة، أكدت جمعية الشبيبة المدرسية استعدادها للمشاركة الفعلية في أي مشاورات أو لجان تقنية تُعنى بإصلاح القوانين الانتخابية، انسجامًا مع مقتضيات الدستور والتوجيهات الملكية.
وشددت على أن تمكين الشباب لم يعد ترفًا سياسيًا، بل ضرورة استراتيجية لتجديد النخب، وتعزيز مصداقية المؤسسات، وضمان استقرار ديمقراطي حقيقي ومستدام.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X