بسبب البوليساريو.. النظام الجزائري يسابق الزمن لمنح شركات أمريكية صفقات غاز ضخمة

هبة بريس

تسابق الجزائر الزمن للدخول في اتفاقيات لبيع الغاز الصخري غير المسبوقة مع العملاقين الأمريكيين “إكسون موبيل” و”شيفرون”، في خطوة تكشف ارتهان النظام العسكري للضغوط الدولية، بعدما وجد نفسه محاصراً بملفات ثقيلة، على رأسها تحركات داخل الكونغرس الأمريكي لسنّ قانون يصنّف ميليشيا البوليساريو الانفصالية تنظيماً إرهابياً.

خوف عميق داخل أروقة قصر المرادية

هذا التحول لم يأتِ صدفة، بل جاء بعد خوف عميق داخل أروقة قصر المرادية في الجزائر من العقوبات الأمريكية المحتملة بسبب الارتماء في أحضان موسكو وصفقات السلاح المشبوهة، خاصة مع وصول دونالد ترامب مجدداً إلى البيت الأبيض. وهو ما أعاد إلى الواجهة مواقف وزير الخارجية الحالي ماركو روبيو، الذي سبق أن دعا إلى معاقبة الجزائر على خلفية صفقاتها العسكرية مع روسيا.

وفي محاولة يائسة لتجنب العزلة، خرج السفير الجزائري في واشنطن صبري بوقادوم بتصريحات، معلناً أن بلاده “مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة بلا حدود”، حيث أن النظام العسكري مستعد للتفريط في ثروات البلاد فقط لضمان بقائه في السلطة وحماية ميليشيا البوليساريو.

خضوع النظام العسكري الجزائري للبيت الأبيض

ويرى مراقبون أن صفقة الغاز المرتقبة مع “إكسون” و”شيفرون” ليست سوى رسالة خضوع واضحة من النظام العسكري للبيت الأبيض، في وقت يعيش فيه الجزائريون أزمات خانقة، بينما تُعرض ثرواتهم الطبيعية للبيع في المزاد العلني. فالجزائر تملك ثالث أكبر احتياطي مؤكد من الغاز الصخري في العالم، بعد الصين والأرجنتين، لكن هذه الثروة تحولت إلى ورقة مساومة في يد العسكر.

وكانت “سوناطراك” قد وقّعت العام الماضي اتفاقات أولية مع الشركتين الأمريكيتين لتطوير موارد الطاقة في أحواض “آهنت” و”بركين”، حيث سبق أن حفرت أول بئر تجريبية سنة 2014. واليوم، يبدو أن النظام مستعد لفتح الأبواب على مصراعيها أمام الشركات الأجنبية، فقط لتفادي تصنيف ذراعه الانفصالية كتنظيم إرهابي، ولو على حساب مستقبل الجزائر وشعبها.

 



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى