
قمع الحريات والبطالة تدفع الشباب الجزائري للهجرة السرية نحو جزر البليار الإسبانية
هبة بريس
تعرف جزر البليار الإسبانية في الأيام الأخيرة تدفقات غير مسبوقة للمهاجرين غير النظاميين، إذ وصل أكثر من 600 شخص من السواحل الجزائرية، في أكبر موجة تسجلها الجزر في تاريخها الحديث، وفق ما نقلت صحيفة “ABC” الإسبانية.
دخول الجزائر في أزمة خطيرة
وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن هذه الظاهرة نتجت عن مجموعة من العوامل المتشابكة، منها ما يتعلق بالأوضاع الداخلية في الجزائر، ومنها ما يرتبط بالعلاقات الدبلوماسية مع إسبانيا.
فمن الناحية الاقتصادية، تعاني الجزائر أزمة حادة نتيجة اعتمادها الكبير على صادرات المحروقات، ما يحد من خلق فرص عمل للشباب ويزيد من نسب البطالة واليأس بين أوساطهم.
أما الوضع السياسي فيصفه المصدر الإسباني بأنه مقيد ومختنق، مع غياب آفاق وحريات، ما يدفع الكثيرين إلى خوض مغامرات الهجرة البحرية بحثًا عن حياة أفضل.
كما أن الحصول على تأشيرة قانونية لدخول أوروبا أصبح مهمة شبه مستحيلة للأشخاص القادمين من الجزائر، بسبب الإجراءات الطويلة والتكاليف الباهظة، ما يدفع العديد منهم إلى المخاطرة بالهجرة السرية رغم مخاطرها الكبيرة.
وأضاف التقرير أن مسار الهجرة التقليدي إلى جزر الكناري تعرّض للتعقيد بفعل التعاون المكثف بين إسبانيا وموريتانيا والسنغال، ما حد من حركة القوارب عبر المحيط الأطلسي، بينما ارتفعت التدفقات نحو الجزائر وجزر البليار.
نشاط متصاعد لشبكات تهريب البشر في السواحل الجزائرية
كما ساهمت الضغوط الأوروبية والإيطالية على السواحل الليبية في تراجع المغادرين من هذا البلد، ما دفع شبكات التهريب إلى توجيه نشاطها نحو السواحل الجزائرية باعتبارها نقطة أكثر مرونة.
وأكدت الصحيفة أن التوتر الدبلوماسي بين مدريد والجزائر، إثر موقف حكومة بيدرو سانشيز لصالح المغرب بشأن قضية الصحراء، ساهم في زيادة التدفقات، إذ أبدت السلطات الجزائرية فتورًا في مواجهة خروج القوارب نحو إسبانيا، سواء باتجاه البليار أو ألميريا.
ورغم أن التعاون الأمني بين الطرفين الجزائري والإسباني يظل جيدًا على مستوى تبادل المعلومات والعمليات المشتركة ضد شبكات التهريب، فإن الحكومة الجزائرية لا تعطي أولوية لمنع المغادرين، لغياب الحوافز السياسية، وفق الصحيفة.
وأشارت “ABC” إلى أن وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس سيزور الجزائر قريبًا، ومن المتوقع أن يطرح ملف الهجرة بقوة، على الرغم من إدراك مدريد أن المفاوضات ستكون صعبة، وأن قضية الصحراء لا تزال عقبة رئيسية في العلاقات الثنائية بين البلدين.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X